حزمة الاقتصاد

شهر رمضان المبارك، أيام المعونة والخير، أحد أكثر المواسم التي تقدم للاقتصاد دفعة لمؤشراته وتحريكًا لأسواقه وإنعاشًا يمتد شهورًا ويعمّ الدول الإسلامية من موريتانيا إلى كازاخستان، إلا أن هذه الظاهرة قد تغيب عن مدينة القدس، فسوقها يفرض فيه القوي سعره على الضعيف ويحصر في منطقة محددة، بل لا يعمل ضمن ما يرقى إلى نظام اقتصادي يحكمه بقدر ما هي سياسات رتبت لأجل الإنهاك لا الاستهلاك، فتشكل الغرامات التي تجبيها البلدية المصدر الأول لإفقار المقدسيين، فهذا أحد باعة الكعك المتجولين في المدينة، أحد رموزالهوية المقدسية، يواجه غرامات على عربته بقيمة ٩٢٠٠٠ دولار، مع أن قيمة عربته لا تتجاوز بضع المئات، هذه الغرامات ومعها أعوام من عزل مدينة القدس عن محيطها التجاري، أدت إلى موسم اقتصادي يغيب عن أسواقه الباعة والمشترون، ودورنا أن نعمل ابتداء من هذه الفجوات لنعزز صمود المجتمع وتماسكه.